التسويق الفيروسي مع أمثلة على حملات فيروسية ناجحة

ما هو التسويق الفيروسي؟ وما الذي يجعله مميزاً، ومتى تصبح الحملة التسويقية فيروسية، في هذه التدوينة سنستعرض بعض الأمثلة الملهمة لحملات انتشرت بشكل فيروسي، ونحلل العوامل المشتركة التي ساهمت في نجاحها.

ما هو التسويق الفيروسي؟

التسويق الفيروسي (Viral Marketing) هو استراتيجية تسويقية تعتمد على نشر المحتوى أو المعلومات بسرعة من شخص لآخر، خاصةً عبر منصات التواصل الاجتماعي مما يسمح بوصولها إلى جمهور كبير في وقت قصير بمثابة انتشار الفيروس. يعتمد هذا النوع من التسويق على عنصرين أساسيين:

1- المحتوى المثير للاهتمام: يجب أن يكون المحتوى جذاباً وقابلاً للمشاركة، بحيث يُحفز المشاهدين على مشاركته مع أصدقائهم ومتابعيهم.

2- قابلية المشاركة: يجب أن يكون المحتوى سهل المشاركة عبر مختلف المنصات، مثل زر إعادة التغريد أو المشاركة على فيسبوك أو إرسال الفيديو عبر البريد الإلكتروني.

مميزات التسويق الفيروسي

يتميز التسويق الفيروسي عن أشكال التسويق الأخرى بعدة نقاط رئيسية، تشمل:

التكلفة المنخفضة: لا يتطلب التسويق الفيروسي ميزانيات كبيرة، حيث يعتمد على انتشار المحتوى بشكل عضوي من خلال مشاركة المستخدمين. يعتمد التسويق الفيروسي على تفاعل الجمهور ومشاركته للمحتوى بشكل عفوي، دون الحاجة إلى دفع مقابل نشر الإعلانات.

الوصول إلى جمهور واسع: يمكن للمحتوى الفيروسي أن يصل إلى عدد هائل من الأشخاص في وقت قصير، مما يوسع نطاق التسويق ويزيد من الوعي بالعلامة التجارية.

تعزيز المشاركة: يحفز التسويق الفيروسي على التفاعل والمشاركة بين المستخدمين، مما يخلق شعوراً بالانتماء والمجتمع حول العلامة التجارية.

بناء الثقة: يُساعد المحتوى الفيروسي الموثوق والجذاب على بناء الثقة بين العلامة التجارية والجمهور. غالباً ما يُنظر إلى المحتوى الذي يشاركه الأصدقاء على أنه أكثر موثوقية من الإعلانات التقليدية، مما يجعله أداة فعالة للتأثير على سلوك الجمهور الشرائي.

متى تعتبر الحملة التسويقية فيروسية؟

هناك بعض العلامات التي تدل على نجاح الحملة التسويقية الفيروسية، منها:

ارتفاع عدد المشاهدات والمشاركات: حصول المحتوى على عدد كبير من المشاهدات والتعليقات والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي يُعد مؤشراً قوياً على نجاحه.

الانتشار السريع: إذا انتشر المحتوى بسرعة كبيرة، وتجاوز جمهورك المستهدف ليصل إلى جمهور أوسع، فهذه علامة واضحة على نجاح الحملة وانتشارها.

الاهتمام الإعلامي: حصول الحملة التسويقية على اهتمام وسائل الإعلام وتغطيتها يُعد دليلاً على نجاحها ووصولها إلى مرحلة انتشار واسعة.

طريقة إنشاء حملة تسويقية فيروسية

لا يمكن ضمان نجاح الحملات التسويقية الفيروسية بشكل قاطع، لكن هناك بعض الخطوات التي تزيد من فرص نجاحها، تشمل:

فهم جمهورك المستهدف: حدد جمهورك المستهدف بوضوح، وتعرف على اهتماماتهم وسلوكهم على الإنترنت، والمنصات التي يتواجدون عليها بشكل نشط. سيساعدك ذلك على تصميم محتوى يلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم، مما يزيد من احتمالية مشاركته.

ابتكار محتوى جذاب: يجب أن يكون المحتوى الذي تنشئه جذابًا أو مسليًا أو مفيدًا، ويثير مشاعر أو اهتمامات جمهورك. يمكن أن يكون المحتوى على شكل مقاطع فيديو أو صور أو ميمز أو مقالات أو أي شكل آخر إبداعي.

تشجيع المشاركة: سهّل على جمهورك مشاركة المحتوى الذي تنشره. حفزهم على المشاركة من خلال إقامة مسابقات أو تقديم مكافآت أو حوافز أخرى. واستخدم نداءات صريحة للمشاركة وطرح أسئلة تفاعلية.

الاستفادة من المؤثرين: تعاون مع مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لديهم جمهور كبير ومتفاعل يتناسب مع جمهورك المستهدف، وتأكد من أن قيم المؤثرين تتوافق مع قيم علامتك التجارية سيساعدك ذلك على الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة مصداقية حملتك.

استخدم قنوات متعددة: لا تعتمد على منصة واحدة لنشر محتواك. وزّع المحتوى عبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، تويتر(X)، إنستغرام، يوتيوب، وغيرها. استخدم أيضًا البريد الإلكتروني والمدونات والمنتديات للوصول إلى جمهور أوسع. هنا كيفية إنشاء مدونة مجانية على بلوقر.

المراقبة والتطوير: راقب أداء حملتك التسويقية بشكل دائم، وحلل البيانات لمعرفة ما الذي ينجح وما الذي لا ينجح. وقم بإجراء التعديلات اللازمة على استراتيجيتك لتحسين نتائجك.

التوقيت المناسب: انشر المحتوى في الأوقات التي يكون فيها جمهورك المستهدف نشطًا على الإنترنت. تابع الاتجاهات الحالية على وسائل التواصل الاجتماعي و حاول ربط محتواك بها.

نصائح إضافية:

كن أصليًا ومبتكرًا: تميز عن المنافسين من خلال محتوى فريد وجذاب.

استخدم الدعابة والمشاعر: استخدم الدعابة أو المشاعر لإثارة اهتمام جمهورك وتحفيزهم على المشاركة.

اجعل المحتوى سهل المشاركة: تأكد من أن المحتوى سهل المشاركة عبر مختلف المنصات.

تفاعل مع جمهورك: رد على تعليقاتهم ورسائلهم، وأظهر لهم أنك تقدر تفاعلهم.

كن صبوراً: قد لا تنجح حملتك التسويقية الفيروسية في أول محاولة. استمر في تجربة أفكار جديدة وتحسين استراتيجيتك.

8 أمثلة على حملات تسويقية ناجحة

1- حملة ترويجية لفيلم "مان أوف ستيل"

قبل ديسمبر 2012، تأسس مشروع غير ربحي باسم "مشروع موجات راديو الفضاء العميق" (DSRW Project) للبحث في مجال الاتصال بين الكواكب والفضاء. اكتشف المشروع إشارات لاسلكية نابعة من جزيرة إليسمير في القطب الشمالي، وليس من الفضاء كما اعتقدوا في البداية. وأعلن المشروع أن الرموز لا تنتمي إلى أي لغة معروفة على الأرض. في عام 2013، اكتشف المشروع إرسالًا آخر يُعتقد أنه يحتوي على رموز تمثل امتدادًا للغة التي اكتشفوها في إرسال جزيرة إليسمير. هذه المرة، تأكدوا من أن الإرسال صادر بالفعل من الفضاء. بعد ذلك، وجهوا طلبًا عبر موقعهم الإلكتروني لمساعدة الناس في فك تشفير الرسالة.

كانت هذه الرسالة من القائد درو-زود، الذي بثها عبر سفينة الفضاء "بلاك زيرو". وصلت السفينة أخيرًا إلى مدار الأرض، وتم بث الرسالة بجميع لغات الأرض النشطة المعروفة حول العالم بعبارة "أنت لست وحدك" (You're not alone)، لإجبار قادة الأرض على تسليم الفرد المعروف باسم "كال إيل" (Kal El)، وهو أحد أسماء سوبرمان.

تزامنت هذه الإرسالات مع إطلاق الفيديو الترويجي لفيلم "مان أوف ستيل" (Man of Steel). كانت هذه الحملة تهدف إلى الترويج لفيلم سوبرمان من خلال خلق ضجة وتفاعل على الإنترنت. كانت الأدلة والألغاز مرتبطة بسوبرمان، مما دفع المعجبين إلى التفكير في سوبرمان أثناء حلّهم للألغاز. لاقت هذه الحملة صدى كبيرًا واهتمامًا إعلاميًا واسعًا. ولقد ساهمت فكرة وجود كائنات فضائية غيرنا وطريقة عرض المشروع بمنظمة وموقع رسمي لهما في جعل الموضوع يبدو حقيقيًا وجذب انتباه الناس.

2- شعار سنيكرز الفكاهي وربطه بتغيير السلوك

شعار سنيكرز الشهير "أنت مو أنت وأنت جوعان" استخدمته الشركة في إعلاناتها التجارية بشكل كوميدي لسنوات عديدة. يصور الإعلان عادةً شخصًا يتصرف بطريقة غريبة أو غير متوافقة مع شخصيته بسبب الجوع. بمجرد تناول شوكولاتة سنيكرز، يعود الشخص إلى سلوكه الطبيعي. يُظهر هذا النوع من الإعلانات للجمهور كيف يمكن للجوع أن يغير سلوكياتنا بطرق مضحكة، ويربط حل هذه المشكلة بتناول شوكولاتة سنيكرز. 

في عام 2017، قدمت شركة سنيكرز لمسة إبداعية على هذا الشعار من خلال لوحة إعلانية في الشارع تقول: "أنت تنسى عندما تكون جائعًا" (You’re Forgetful When You’re Hungry). كان ذلك بمناسبة يوم الحب الفالنتاين. تمّ وضع بطاقات تهنئة على نفس كلمة "forgetful" بحيث يمكن للمارة من اللوحة أخذ بطاقة. حققت هذه الحملة نجاحًا كبيرًا واعتبرت من أفضل إعلانات يوم الحب التي انتشرت في ذلك الوقت. استطاعت سنيكرز من خلال إعلاناتها الفكاهية ربط الجوع بتغيير السلوك بطريقة مميزة، مما أدى إلى زيادة الوعي بعلامتها التجارية وبيع منتجاتها. 

3- تنافس بيبسي وكوكاكولا: إعلان الهالوين المبتكر

لا شكّ أنّنا جميعًا على دراية بالمنافسة الشديدة بين بيبسي وكوكاكولا. على مرّ السنين، ابتكرت العلامتان التجاريتان حملات إعلانية ذكية تروج لمنتجاتها، غالبًا ما تتضمن تلميحات خفية عن منافستها. في عام 2013، أطلقت بيبسي إعلانًا هالوين لا يزال راسخًا في الأذهان حتى يومنا هذا. يظهر في الإعلان عبوة بيبسي مرتدية زيًّا شبحيًا يشبه شعار كوكاكولا، مع عبارة "نتمنى لكم هالوين مرعب" (We wish you a scary Halloween). 

حرصت بيبسي على تجنب كتابة "كوكاكولا" بشكل مباشر، واستبدلتها بـ"كولا كوكا" لتجنب أي انتهاك لحقوق العلامة التجارية. أظهر هذا الإعلان بيبسي كعلامة تجارية مرحة وشبابية. بينما لم تصدر كوكاكولا أي ردّ رسمي على الإعلان، قام أحد المعجبين بتعديل عبارة "بيبسي" على اللوحة إلى "الجميع يريد أن يكون بطلًا" (Everybody wants to be a hero)، مما ساهم في انتشار الإعلان بشكل أكبر. هذا الإعلان يُثبت أنّ الإبداع والذكاء هما مفتاح النجاح في عالم الإعلانات.

4- إعلان كادبوري الغوريلا

يُعدّ إعلان كادبوري الغوريلا الذي تمّ عرضه عام 2007 من أشهر الإعلانات وأكثرها رواجًا في تاريخ الشركة. يظهر في الإعلان غوريلا يطبل بحماس بعد تناوله شوكولاتة كادبوري. لاقى الإعلان رواجًا هائلًا في بريطانيا، وحصل على لقب "أفضل إعلان" من مجلة Marketing Magazine. تمّ استخدام أغنية فيل كولينز الشهيرة "In the air tonight" كموسيقى تصويرية للإعلان، بينما يعزف الغوريلا على الطبل. ينتهي الإعلان بجملة "كأس ونصف مليء بالبهجة" (a glass and a half full of joy)، ليعكس شعور الغوريلا بالسعادة بعد تناول شوكولاتة كادبوري. يُظهر هذا الإعلان أنّ الحملات الإعلانية غير التقليدية التي تُثير عاطفة المشاهدين يمكن أن تكون فعالة للغاية. حقق الإعلان نجاحًا هائلًا بسبب مزيجه من الإبداع، والأغنية الجذابة، والشخصية المرحة للغوريلا. وأكدت شركة كادبوري أنّ هذا الإعلان أدى إلى زيادة أرباحها بشكلٍ ملحوظ.

5- تحدي دلو الثلج: مزيج من المرح والوعي لجمع التبرعات

تحدي دلو الثلج (Ice Bucket Challenge) هو نشاط توعوي انتشر في عام 2014، حيث يصبّ الشخص على نفسه دلوًا من الماء المثلج ويرشح شخصًا آخر ليفعل الشيء نفسه. يهدف تحدي دلو الثلج إلى زيادة الوعي بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) وتشجيع التبرعات للبحث العلمي الخاص به. مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) هو مرض عصبي نادر يهاجم الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى فقدان التحكم في الحركة الإرادية للعضلات. كيف ساعد تحدي دلو الثلج في رفع الوعي بالمرض؟ حقق تحدي دلو الثلج نجاحًا هائلاً في رفع الوعي بمرض التصلب الجانبي الضموري وجمع التبرعات للأبحاث. تمّ جمع أكثر من 115 مليون دولار لأبحاث التصلب الجانبي الضموري وزاد الوعي بالمرض بشكل كبير على مستوى العالم. وساعد التحدي في كسر وصمة العار المرتبطة بالمرض. أظهر التحدي قوة وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الوعي وتحريك الناس للعمل. 

العوامل التي ساعدت في نجاح التحدي هي:
الترفيه: كان التحدي ممتعًا وجذابًا، مما شجع الناس على المشاركة.
سهولة المشاركة: كان التحدي بسيطًا ولا يتطلب أي مهارات أو أدوات خاصة.
الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي: انتشر التحدي بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، ووصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم.
مشاركة المشاهير: شارك العديد من المشاهير في التحدي، مما ساهم في جذب الانتباه وزيادة الوعي بالمرض.
المناشدة العاطفية: ربط التحدي بقضية خيرية مهمة، مما أثار مشاعر التعاطف لدى الناس.
يُعدّ تحدي دلو الثلج مثالًا رائعًا على كيفية توظيف الترفيه والوعي الاجتماعي لجمع التبرعات وتحقيق التغيير.

6- حملة "Real Beauty Sketches" لشركة دوف: تحدّي معايير الجمال وتعزيز الثقة بالنفس

استعانت شركة دوف في حملة "Real Beauty Sketches" برسام مختص برسم وجوه المجرمين بناءً على أوصافهم، لرسم وجوه نساء مشاركات في الحملة. الهدف من الحملة هو تسليط الضوء على التناقض بين إدراكنا لذواتنا وكيف ينظر إلينا الآخرون، وتحدّي معايير الجمال غير الواقعية التي يفرضها المجتمع، وتعزيز الثقة بالنفس لدى النساء.

في البداية وصفت كل مشاركة في الحملة مظهرها الخارجي للفنان، ورسم الفنان وجه المشاركة بناءً على وصفها الذاتي. ثم تم وصفهن من قبل أشخاص آخرين دون معرفة سابقة بهم، ورسم الفنان وجه المشاركات مرة أخرى بناءً على وصف الغرباء. حققت الحملة أكثر من 100 مليون مشاهدة في الشهر الأول، وأدّت الحملة إلى زيادة مبيعات منتجات دوف وحظيت الحملة بتغطية إعلامية كبيرة في جميع أنحاء العالم.

لامست الحملة مشاعر النساء وجعلتهن يُفكرن في نظرتهن لذواتهن. وركزت الحملة على أنّ الجمال الحقيقي يتجاوز المظهر الخارجي. أوصلت الحملة رسالة قوية حول الثقة بالنفس وحب الذات. عبّرت النساء عن صدمتهن من الرسومات، مما أثار نقاشًا حول مفهوم الجمال، حيث أنهن كن يركزن على وصف السلبيات الموجودة فيهن ولكن النساء اللواتي لا يعرفهن كانت أوصافهن مختلفة تمامًا ولم يذكرن السلبيات مطلقًا، وساهمت حملة "Real Beauty Sketches" في تغيير نظرة النساء لذواتهن ونظرة المجتمع للجمال.

7- حملة "Share a Coke" من كوكاكولا: ثورة تسويقية تُلامس مشاعر المستهلكين

عام 2011 أطلقت شركة كوكاكولا حملة "Share a Coke" التي شكّلت نقلة نوعية في عالم التسويق. اعتمدت هذه الحملة على استراتيجية فيروسية ذكية، غيّرت طريقة تفاعل العلامات التجارية مع العملاء. كانت فكرة الحملة بسيطة ومؤثرة في نفس الوقت حيث استبدلت كوكاكولا شعارها بأسماء شائعة على عبوات المشروبات الغازية، وشجّعت الناس على مشاركة كوكاكولا مع أحبائهم.

حققت الحملة نجاحًا هائلاً على عدّة مستويات:

زيادة ارتباط العلامة التجارية: شعور المستهلكين بصلة شخصية مع العلامة التجارية من خلال وجود أسمائهم على العبوات.

رضا المستهلكين: خلق تجربة فريدة وممتعة للمستهلكين، مما عزز شعورهم بالرضا عن العلامة التجارية.

خلق شعور بالانتماء: شعور المستهلكين بارتباط عاطفي مع العلامة التجارية من خلال مشاركة عبوات تحمل أسمائهم أو أسماء أحبائهم.

تميز عن المنافسين: ابتكار فكرة جديدة ومميزة لم يسبق لها مثيل، مما جعل كوكاكولا تبرز عن منافسيها.

أثار شغفًا لدى الناس للبحث عن أسمائهم وأسماء أصدقائهم وعائلاتهم على عبوات كوكاكولا. شاركوا اكتشافاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى انتشار الحملة بشكل واسع وخلق ضجة إعلامية كبيرة. لم تقتصر الحملة على مجرد مشاركة عبوات المشروبات، بل لامست الجانب العاطفي للمستهلكين. شعروا بارتباط وثيق مع العلامة التجارية، وكأنّ كوكاكولا تُشاركهم لحظاتهم الجميلة مع أحبائهم. تُعدّ حملة "Share a Coke" مثالًا رائعًا على كيفية توظيف الإبداع والذكاء في التسويق لخلق تجربة فريدة تُلامس مشاعر المستهلكين وتُعزّز ارتباطهم بالعلامة التجارية.

8- Spotify Wrapped: ملخص موسيقي شخصي يُعزّز مشاركة المستخدمين وارتباطهم بالعلامة التجارية

سبوتفاي Wrapped هي خدمة سنوية تُقدّمها منصة سبوتفاي للموسيقى لمستخدميها، تُتيح لهم الحصول على ملخص شخصي لأكثر الأغاني والفنانين الذين استمعوا إليهم خلال العام. يُقدّم للمستخدمين بيانات عن عاداتهم الموسيقية خلال العام، مثل الأغاني والفنانين الأكثر استماعًا، وعدد المرات التي تم فيها تشغيل أغنية معينة، ومدة الاستماع الإجمالية. يُصمّم الملخص بطريقة جذابة وقابلة للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويُشجع المستخدمين على مشاركة ملخصاتهم مع أصدقائهم وعائلاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، مما يُساهم في انتشار العلامة التجارية وزيادة تفاعل المستخدمين. يُعدّ Spotify Wrapped مثالًا رائعًا على كيفية توظيف البيانات والتصميم الجذاب لخلق تجربة تفاعلية تُعزّز مشاركة المستخدمين وارتباطهم بالعلامة التجارية.

هل يمكن للمحتوى الشخصي أن ينتشر فيروسيًا؟ قصة ريسا تيسا كمثال

انتشرت حملات تسويقية لشركات عديدة بشكل فيروسي، لكن ماذا عن المحتوى الشخصي؟ هل يمكن أن ينتشر فيروسيًا أيضًا؟ نعم، بالتأكيد! سلسلة ريسا تيسا على منصة تيك توك هي خير مثال على ذلك. ما هي قصة ريسا تيسا؟ في سلسلة من الفيديوهات، تروي ريسا تجربتها الشخصية المؤلمة مع زوجها السابق الذي وصفته بالنرجسي والكذاب. شاركت تفاصيل دقيقة لقصتها وكيف كشفت أكاذيبه، مستخدمة اسمًا وهميًا له "Legion" بدلاً من اسمه الحقيقي.

ما الذي جعل سلسلة ريسا تنتشر فيروسيًا؟ 6 دروس تسويقية نتعلمها من قصة ريسا تيسا:

قبل الغوص في الدروس، دعونا نلخص قصة ريسا تيسا: نشرت ريسا تيسا سلسلة من الفيديوهات على تيك توك تروي فيها تجربتها الشخصية المؤلمة مع زوجها السابق. حققت السلسلة نجاحًا هائلاً، وانتشرت بشكل فيروسي على المنصة. أدى هذا الانتشار إلى طلبات من الجمهور بتحويل قصتها إلى كتاب أو مسلسل. قررت ريسا بعد نجاح السلسلة التركيز على شغفها بالسفر. استغلت العلامات التجارية مثل طيران دلتا وفندق هيلتون قصتها للتعاون معها.

6 دروس تسويقية من قصة ريسا تيسا:

1- قوة رواية القصص: جذبت قصة ريسا انتباه الجمهور وخلق روابط عاطفية معهم. أثبتت أنّه من خلال رواية القصص الجذابة، يمكنك جذب انتباه الناس وبناء علاقات قوية معهم. اقرأ عن: رواية القصص للعلامات التجارية من كتاب Building a Story Brand - نموذج SB7 وأيضًا عن: فن رواية القصص على طريقة بيكسار Pixar

2- الأصالة: تواصلت ريسا مع الجمهور كشخصية حقيقية وشاركت تجربة شخصية واقعية. تذكر أنّ الناس يتواصلون مع الشخصيات الحقيقية والتجارب ذات الصلة.

3- تجربة تنسيقات مختلفة: كسرت ريسا قاعدة تيك توك المتعارف عليها بفيديوهات قصيرة، ونشرت سلسلة طويلة من الفيديوهات. لا تخف من تجربة تنسيقات مختلفة للمحتوى، فليس هناك قواعد ثابتة على وسائل التواصل الاجتماعي.

4- استخدام الهاشتاقات: استخدمت ريسا هاشتاقات ذكية مثل foryou# #fyp #tiktok #serieslover لجذب جمهور جديد وزيادة اكتشاف فيديوهاتها. تأكد من استخدام الهاشتاقات المناسبة لجمهورك ومحتوى علامتك التجارية.

5- التركيز على بناء مجتمع: تفاعلت ريسا مع جمهورها من خلال الرد على التعليقات وبناء علاقات معهم. لذا ركز على بناء مجتمع حول علامتك التجارية أو رسالتك.

6- استغلال الفرص: استغلت ريسا نجاحها لمتابعة شغفها بالسفر وجذب شراكات مع علامات تجارية. كن على دراية بالاتجاهات الجديدة واستفد من الفرص التي تنشأ.

5 أشياء تساعد في انتشار حملاتك التسويقية بشكل فيروسي

1- تحديد الجمهور المستهدف: فهم رغباتهم ومخاوفهم وتحدياتهم هو المفتاح لحملة تسويق فيروسي ناجحة. يجب أن تتردد رسالتك صدى مع جمهورك وتحفزهم. اطرح أسئلة مثل:

- كيف يفكر جمهوري؟

- ما هي التحديات التي يواجهونها؟

- كيف يمكن لمنتجك أو خدمتك أن تساعدهم في التغلب على هذه التحديات؟

- أين يتواجدون على الإنترنت؟

2- تحريك المشاعر: يمكن تحقيق ذلك من خلال فهم جمهورك ومعرفة كيفية توصيل منتجك أو خدمتك إلى قلوبهم. على سبيل المثال، قد يواجه جمهورك في حملة دوف شعورًا بالإحباط وعدم الأمان والثقة بالنفس. بعد رؤية صورة لشخص آخر يصفهم بشكل أفضل مما وصفوا أنفسهم به، فإن رسالة الحملة ستلامس بالتأكيد أولئك الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس. توضح رسالة دوف أن إدراكنا لأنفسنا قد يكون أسوأ من نظرة الآخرين لنا. ألهمت هذه الرسالة محادثات حول الثقة بالنفس والجمال الداخلي، من المهم تحريك وملامسة عواطف جمهورك.

3- الفكاهة والضحك: تنتشر الحملات أحيانًا لأنها مضحكة وممتعة وغير جادة. على سبيل المثال، في عام 2017، غرد كارتر، الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا في ذلك الوقت، على تويتر بسؤال مطعم ويندي للوجبات السريعة عن عدد الريتويتات التي سيحتاجها للحصول على دجاج مجاني لمدة عام. رد مطعم ويندي بسخرية 18 مليون. وافق كارتر، وانتشرت تغريدة كارتر بشكل فيروسي وبدأ الجميع في إعادة تغريدها وطلب من أصدقائهم ومعارفهم إعادة تغريدها أيضًا لمساعدته في الوصول إلى 18 مليون ريتويت.

على الرغم من أنه لم يحقق هذا العدد الكبير، إلا أن ويندي كافأته على جهوده لأن التغريدة كانت أكثر التغريدات شيوعًا في ذلك الوقت وحصلت على 3 مليون ريتويت! من المؤكد أن ويندي لم تتوقع كل هذا التفاعل ولم يكن مخططًا له، لكن تمكنت مطاعم ويندي من جذب انتباه إيجابي والتعريف بالعلامة التجارية من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها والاستفادة من الفرصة.

كان بإمكان ويندي تجاهل التغريدة كما تفعل معظم الشركات، لكن المستهلكين يحبون التفاعل مع العلامات التجارية التي يحبونها على وسائل التواصل الاجتماعي. وعندما يردون عليهم، يشعرون كما لو أن شخصًا مشهورًا قد رد عليهم ويشاركون الرد. من المهم الرد على العملاء والبحث عن اسم العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يقوله الناس عن العلامة التجارية. يمكن أن يساعدك هذا أيضًا في إنشاء حملة تسويق فيروسي.

4- العناصر البصرية والسمعية الجذابة: تستخدم حملات التسويق الفيروسي عناصر بصرية وسمعية لافتة للنظر تعكس الواقع وتُشعر الجمهور بالارتباط بهذه الحملة. على سبيل المثال، حملة "خلك حريص" هي مبادرة وطنية قدمتها لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية بالتعاون مع جميع البنوك السعودية. في هذه الحملة، أنشأوا العديد من مقاطع الفيديو للتوعية بالعديد من طرق الاحتيال. لكن أكثر فيديو انتشر، والذي من المحتمل أنك شاهدته، هو الفيديو الذي يحتوي على أغنية تتميز بأسلوب موسيقي خفيف وجذاب وكلمات الأغنية واقعية تغطي فئات مختلفة من الجمهور وتوعيهم بطريقة مضحكة. حقق الفيديو انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وساهمت الأغنية بشكل كبير في نشر رسالة الحملة وزيادة وعي الجمهور بمخاطر الاحتيال المالي.

5- مواكبة الأحداث والنشر في الوقت المناسب: مثال على ذلك: في مارس 2020، ماذا يذكرك هذا التاريخ؟ بالتأكيد، نتذكر جائحة كورونا العالمية التي أغلقت كل شيء وأجبرتنا على الانتقال للدراسة والعمل عبر الإنترنت، مما أدى إلى تسريع التطور الإلكتروني. في ذلك الوقت، أصبح برنامج "Zoom" هو البرنامج الأكثر استخدامًا، واعتمدنا عليه حتى الآن في الاجتماعات، على الرغم من وجود "Skype" قبله.

في وقت انتشار جائحة كورونا: أطلقت "Zoom" حملة تسويقية فيروسية سمحت للمستخدمين بمشاركة مقاطع فيديو أو صور باستخدام ميزة الخلفية الافتراضية في "Zoom". انتشرت هذه الحملة بشكل فيروسي لأنها كانت مناسبة للأحداث الجارية ومراعاتها لخصوصية العاملين عن بعد في المنزل وكان الناس يتطلعون إلى الجوائز الشهرية والهدايا المجانية. لقد شارك أكثر من 50,000 شخص في المسابقة.

ساعدت الحملة في نشر الوعي بـ "Zoom" وحتى في الترويج العضوي للبرنامج، وذلك بسبب مشاركة المستخدمين للمسابقة على وسائل التواصل الاجتماعي. نستنتج من حملة التسويق الفيروسي لشركة "Zoom" أنه يمكن لأي شركة تحقيق ذلك طالما ظلت على اطلاع على الأحداث الجارية وتوقعت الاتجاهات الجديدة التي تهم الجمهور المستهدف.

في الختام يُعد التسويق الفيروسي أداة قوية للتواصل مع الجمهور وبناء الوعي بالعلامة التجارية، لكن يتطلب الأمر جهدًا إبداعيًا وفهمًا عميقًا لاحتياجات الجمهور لضمان نجاحه. تذكر أن المحتوى الجذاب والمشاركة العالية هما مفتاح نجاح أي حملة تسويقية فيروسية. إذا كانت لديكم أي أمثلة أخرى لا تزال عالقة في ذاكرتكم ولها تأثير عليكم، اكتبوها في التعليقات.