مهارات المسوقين الرقميين

قد يكون من الصعب تحديد الفرق بين المسوق الجيد والممتاز، أجل قد تدل الشهادات في السيرة الذاتية والتعليم والتدريب على أن الشخص متمكن لكن هناك مهارات شخصية تجعل المسوقين متمزين عن غيرهم. لقد انتشر مؤخرًا الذكاء الاصطناعي وكيف أنه يمكن أن يؤثر على وظائف المسوقين. في هذه التدوينة ستتعرف على 9 مهارات شخصية إذا امتلكتها كمسوق رقمي وطورتها فستساعدك في التفوق على الذكاء الاصطناعي. ما هي هذه المهارات التي يحتاجها المسوقون الرقميون؟ هنا 9 مهارات شخصية يحتاجها المسوقون الرقميون:

1- مهارة الحدس

أول مهارة هي الشعور الداخلي، الإحساس يميزنا كبشر عن الذكاء الاصطناعي، كمسوق قد لا يكون لديك دائمًا البيانات التي تحتاجها، وحتى إن امتلكتها قد لا تكون كاملة وكافية. فعندما لا تكون لديك المعلومات التي تحتاجها لدعم قرارك، عندها في الغاب ستحتاج لاتخاذ قرارات مبنية على شعورك الداخلي. في هذه المواقف ستحتاج لمواجهة المجهول وعدم الخوف منه وأن تثق في شعورك.

بالطبع كمسوق لديك فهم لعملائك ولمجال عملك والصناعة التي تعمل بها سواء في قطاع الغذاء أو الأزياء أو المنتجات الاستهلاكية وغيرها، هنا سيكون شعورك أكثر من مجرد تخمين، إن إحساسك يعتمد على المعرفة والخبرات التي لديك، ويمكن لهذه المهارة أن تتطور مع التجارب. ولكن إذا اتبعت شعورك والنتيجة كانت سلبية وخاطئة فتعلم منها. مع مرور الوقت سوف تنمو هذه المهارة. تذكر العبارة التالية إذا فشلت "واصل التقدم إلى الأمام"، وأفضل فيلم كرر هذه المقولة ويحتفل بالفشل مثل الاحتفال بالنجاح هو الفيلم العائلي اللطيف Meet the Robinsons.

2- مهارة الفضول

ثاني مهارة هي الفضول، نعم هذه تعتبر مهارة! يحتاج كل مسوق رقمي أن يكون لديه الاهتمام والشغف بكل ما هو جديد من أدوات وأساليب التسويق. إذا كنت خبيرًا في تحسين محركات البحث (SEO) منذ عام 2018، ولم تتعلم أي شيء جديد منذ ذلك الوقت فستكون معرفتك قديمة تحتاج لتحديث وتعلم ما هو جديد للبقاء على القمة، وهذا الشيء ينطبق على صناعة المحتوى وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي.

يجب أن تكون مطلعًا باستمرار بأحدث أخبار واتجاهات التسويق. تستطيع استخدام تطبيق مثل Feedly حتى تبقى على إطلاع دائم بالمقالات الجديدة على المواقع الخاصة بالتسويق الرقمي، وتستطيع إيجاد وإضافة مواقع من أي نوع من المجالات التي تهتم بها على Feedly حتى تتابعها باستمرار، يمكنك أيضًا إضافة مدونتي لتبقى على إطلاع بأحدث التدوينات التي أنشرها. خصص على الأقل 10 دقائق من وقتك لقراءة المقالات الجديدة من التطبيق.

3- مهارة التواصل الاجتماعي

البشر كائنات اجتماعية، لدينا طرق مختلفة للتواصل مع بعضنا البعض أكثر من مجرد الحديث. نحن نتواصل بشكل غير لفظي، بلغة الجسد، وتعابير الوجه، ومظهرنا الخارجي، وهذا بالطبع يميزنا عن الذكاء الاصطناعي. إن الشخص الذي لديه ذكاء عاطفي سيتمكن من إدارة ردود أفعاله وعواطفه وسيتفهم مشاعر الآخرين من حوله.

عندما تكون في فريق للتسويق الرقمي ستحتاج لمهارات التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف الشركة. العمل وحدك دون أي تواصل مع أحد لن ينفعك ولن يحقق يحقق أفضل النتائج لك ولشركتك. وكمسوق تحتاج للمهارات الاجتماعية حتى تتمكن من فهم رحلة العميل وزيادة المشاركات وإنشاء محتوى يجذب الجمهور المستهدف.

4- مهارة الإقناع

مهم كمسوق أن يكون لديك مهارة الإقناع، ففي النهاية ستحتاج العميل أن يشتري منك منتج أو خدمة. والإقناع في التسويق يتضمن القدرة على التأثير في تصرفات وسلوك المستهلكين. ومعنى التسويق الإقناعي هو استخدام المعرفة بعلم النفس البشري لتطوير تقنيات لتسويق المنتجات أو الخدمات. هذه المهارة مرتبطة بعلم النفس وفهم السلوك الخاص بعملائك الحاليين والمحتملين. لنقل أن لديك اقتراح ترغب في تقديمه لفريقك، هنا بعض تقنيات الإقناع الفعالة من أحد مستشاري التدريب كيفن ريد:
- اجذب انتباههم من البداية، افتتح الحوار بإحصائية تفاجئ فريقك أو قصة تجعلهم يفكرون في اقتراحك، واستمع لهم وشاهد ردك فعلهم.
- استخدم الوقفات المؤقتة، أي قف مؤقتًا بعد توضيح نقطة مهمة حتى تعطي تأثيرًا على عرضك و تسمح لأعضاء الفريق أن يسألوك أو يقوموا بالتعليق على فكرتك (القاعدة العامة في هذه النقطة هي ثانتين، ثانيتين تكفي).
- لتكن صريحًا لأن لا أحد يحب الكذب والتضليل، لذا تأكد من كل المعلومات التي تقولها وجاوب على أسئلة أعضاء الفريق بكل وضوح وشفافية.
- اهتم بآخر شيء تقوله في النهاية لأن آخر شيء تقوله في عرضك في الغالب سيكون أول شيء تتذكره بخصوص اقتراحك. وفي النهاية لا تستسلم إذا فشلت في أساليب الإقناع؛ وتذكر أن التسويق مرتبط بالتجربة، لن ينجح كل شيء تحاول تجربته في المرة الأولى.

5- مهارة التحليل

مهارات الحدس والإقناع مهمة لكن يجب أن يكون لديك بيانات تدعم كلامك. من المهارات التحليلية التي تحتاجها كمسوق هي القدرة على إعداد وتحليل حملات مواقع التواصل الاجتماعي، والتعامل مع أنظمة إدارة العملاء المحتملين، من المهم أن تكون قادرًا على تفسير النتائج وتكوين رؤى وأهداف قابلة للتنفيذ منها.

6- الشعور بالراحة مع التكنولوجيا

كمسوق رقمي تحتاج أن تكون مرتاحًا في استخدام التكنولوجيا ومتابعة كل ما هو جديد، جزء من وظيفتك كمسوق رقمي هو التعامل مع التكنولوجيا مثل الأدوات الخاصة بإطلاق الحملات الرقمية وأدوات إدارة المشاريع ومايكروسوفت اوفيس، وهناك أدوات وبرامج أكثر تساعدك في التميز في عملك كمسوق رقمي. على سبيل المثال في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي تستطيع استخدام أدوات لجدولة المنشورات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة. تحتاج لأن تبحث عن الأدوات التي تحتاجها لمساعدتك في وظيفتك وإنجاز مهامك بشكل أسرع وأسهل.

7- القدرة على التكيف

المسوقون الناجحين لديهم القدرة على التكيف والتغيير، هذا يعني أن الأدوات والتكتيكات التي كانوا يستخدمونها لسنوات من الممكن أن يقوموا بتغييرها أو التوقف عن استخدامها. يجب أن تكون النتيجة النهائية لأي تغيير هي تلبية احتياجات العملاء وتوقعاتهم بشكل أفضل، ومن الممكن لهذه الاحتياجات الخاصة بالعملاء أن تتغير كل سنة. التمسك بنفس الاستراتيجيات والتكتيكات والمعتقدات لن يساعدك في عملك كمسوق رقمي، تحتاج للقدرة على التكيف والتغيير. مثلاً الخوازميات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي تتغير بسرعة وحتى محركات البحث لذا يجب أن تكون على استعداد للتخلي عن الأشياء التي تعرفها، وأن تجرب وتخطئ وتتعلم من أخطائك، لا تخف من التغيير أو الأشياء الجديدة وواصل التقدم إلى الأمام.

8- العمل على عدة مهام

كمسوق رقمي ستحتاج أن تتقن العمل على عدة مهام في وقت واحد، وخاصة لو كان الفريق صغيرًا أو كنت وحدك فقط من يدير التسويق الرقمي في الشركة. على سبيل المثال يمكنك أن تنشئ محتوى لمواقع التواصل الاجتماعي لنشره خلال الأسبوع، والإجابة على استفسارات العملاء وتحليل البيانات وعمل حملات تسويقية جديدة. إن جميع هذه المهام يمكنك عملها في نفس اليوم لكن تحتاج لتحديد أولوية لكل مهمة ومعرفة المهام التي لها موعدًا نهائيًا لإكمالها في الوقت المحدد، من المهم إدارة وقتك حتى تنجز أكثر.

9- مهارة الإبداع

من المهم التواصل مع العملاء المحتملين من خلال الصور والعبارات الإبداعية، تحتاج لأن تتميز عن منافسيك، خاصة وأن والمنافسة شرسة على الإنترنت والإبداع هو ما يصنع الفرق. متى نقول أن هذا الشخص مبدع؟ كون الشخص مبدعًا يعني أنه يستطيع التفكير في مهمة أو مشكلة بطريقة جديدة أو مختلفة. والتفكير الإبداعي لا يحدث بالصدفة بل تحتاج لممارسته. تستطيع كسب مهارة الإبداع وتطويرها بالطرق التالية:
- اكسر الروتين لأنه يحد من الإبداع، قم بتجربة أشياء جديدة، واقرأ الأخبار والكتب، واستمع للبودكاست سواء في مجالك أو في مجال أنت مهتم به، وشاهد الأفلام والمسلسلات، راقب كل شيء من حولك لأن كل هذه الأشياء التي تراها وتسمعها سوف تلهمك. 
- تابع منافسيك وحتى من لا تعتبرهم من المنافسين، قد يلهمونك بأفكار جديدة. 
- من الممكن عمل عصف ذهني سواء وحدك أو مع فريقك، حتى تولدوا أفكارًا جديدة ومختلفة دون أي قيود. طبعا في العصف الذهني قبل ما مشاركة الجميع أفكارهم خاصة في مجموعات يجب على الجميع التفكير وكتابة أفكارهم ومن ثم مشاركتها مع بعضهم البعض حتى لا يخجل شخص من مشاركة فكرته أو يغير رأيه بسبب شخص آخر.

خاتمة التدوينة

التسويق الرقمي لا يمكن تعمله في فترة زمنية محددة، يحتاج لتعلم مستمر وسنوات من العمل والخبرة، هناك دبلوم محترف التسويق الرقمي يمكن أن يساعدك في تطوير مهاراتك في التسويق الرقمي، وتستحق تعويض من هدف بنفس قيمة الدبلوم بعد اجتياز الاختبار والحصول على الشهادة، لمعرفة المزيد اقرأ التدوينة التالية: شهادة محترف التسويق الرقمي المعتمد CDMP والحصول على تعويض من هدف