التسويق الوردي الضريبة الوردية

الضريبة الوردية والتسويق للمرأة

منذ أن كنا صغارًا اعتدنا على أن اللون الوردي للفتيات واللون الأزرق للأولاد. في أوروبا والولايات المتحدة، غالبًا ما يرتبط اللون الوردي بالفتيات، بينما يرتبط اللون الأزرق بالفتيان. و تم استخدام هذه الألوان لأول مرة كمؤشر للجنس قبل الحرب العالمية الأولى (إما للفتيات أو الأولاد)، وتم إنشاء اللون الوردي لأول مرة كمؤشر للجنس الأنثوي في الأربعينيات.

إن اللون الوردي يرمز للبراءة والطفولة والأمان والمرح، ولأنه يعتبر لونًا أنثويًا للبعض فقد يُمثل الضعف. ولكن في شهر أكتوبر، شهر التوعية بسرطان الثدي يُمثل اللون الوردي القوة والتحمل. حسب بعض الأبحاث، اللون الوردي لا يُعتبر أنثويًا لبعض النساء. 

في اليابان يُستخدم اللون الوردي للذكور، وذلك بسبب لون الشجرة اليابانية الشهيرة "الساكورا" والتي تُمثل أوراقها التي تتساقط في الشتاء المحارب الياباني الشجاع الذي يموت في شبابه. لذلك تعميم اللون الوردي للنساء أمر خاطئ، ويُمكن استبدال التسويق الوردي بالتسويق للمرأة، لأن استخدام لون في تمثيل مجال تسويق كامل ممارسة غير صحيحة.

لماذا المنتجات الوردية تكلفتها عالية؟

حسب دراسة أجرتها إدارة شؤون المستهلك في مدينة نيويورك أوجدت أن المنتجات الوردية تكلفتها أعلى بنسبة 50٪ من المنتجات نفسها باللون الأزرق والتي يستخدمها الرجال، و هذا ما يسمى بالضريبة الوردية. على سبيل المثال، منتجات العناية الشخصية الشامبو وشفرات الحلاقة الزرقاء تكلفتها أقل من تلك باللون الوردي. وحتى في ألعاب وملابس الأطفال، ستجد منتجات الفتيات أغلى من الأولاد! إن بعض الشركات تعتقد أن النساء مبرمجات على شراء كل ما هو وردي، لذا تقوم بإنتاج منتجاتها بهذا اللون. ومن خلال الأبحاث وجدوا أن النساء يعتبرن ذلك إهانة لهن خصوصاً إذا كان المنتج لا يلبي احتياجهن وحدهن. للضريبة الوردية تأثير كبير على الوضع المالي للمرأة. وجدت دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية أن النساء يدفعن ما متوسطه 1351 دولارًا سنويًا أكثر من الرجال مقابل المنتجات والخدمات المتماثلة بشكل أساسي. هناك عدد من الأسباب وراء وجود الضريبة الوردية. أحد الأسباب هو أن الشركات تعرف أن النساء غالبا ما يكونن على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات والخدمات التي يتم تسويقها لهن. وذلك لأن النساء يتم تنشئتهن اجتماعيًا على تقدير مظهرهن والاستعداد للاستثمار في المنتجات والخدمات التي يمكن أن تساعدهن في تحقيق المظهر المرغوب فيه.

كيف يمكن التسويق للمرأة؟

هناك دراسة تقول أن 70٪ من النساء يشاركن المحتوى المضحك، يعتبر هذا أحد مفاتيح النجاح للتسويق للنساء، و إنشاء محتوى يجذبهن على وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم فهم سلوك المرأة واحتياجاتها والتحديات التي تواجهها وما الذي يدفعها للشراء وإنشاء محتوى بناء على ذلك، بدل الإعتماد على اللون الوردي في التسويق. 

هناك مثال رائع للتسويق للمرأة، وهو حملة دوف للجمال التي تهدف لزرع الثقة في النساء وجعلن يحببن أنفسهن وأشكالهن المختلفة. قامت شركة دوف بعمل محتوى حتى للفتيات الصغيرات حتى يصبحن واثقات من أنفسهن والأباء والأمهات للتوعية بالتنمر الذي يحدث للأطفال بسبب شكلهم. ومن ضمن هذه الحملة كان هناك فنان سابق في الـFBI كان يرسم كل امرأة وهي تصف نفسها، ومن ثم يرسم نفس المرأة بوصف شخص آخر، وكانت الرسمتين مختلفتين تمامًا، فالمرأة التي وصفت نفسها كانت تركز على السلبيات الموجودة في جسدها وبشرتها، بينما الشخص الآخر الذي وصفها تم رسمها بدون كل تلك السلبيات التي ركزت عليها المرأة. إن الثقة بالنفس وحب الذات هي معايير الجمال التي يجب على كل امرأة التركيز عليها والعمل على تحقيقها. لذا إذا رغبت في التسويق للمرأة، اعرف احتياجاتها وساعدها على تحقيقها.

كمستهلك ماذا تفعل؟

كمستهلك بالتأكيد ترغب في تجنب الضريبة الوردية، من الضروري مقارنة الأسعار بين المنتجات بالألوان المختلفة أو بالتحديد الموجهة للنساء والرجال ولكن بلون بمختلف. وحتى عند الشراء لأطفالك الألعاب خصوصًا إذا كانت متشابهة. إن التأكد من ذلك سيحفظ من أموالك ويجعلك تركز على منفعة المنتج الذي ترغب في شرائه وهدفك من شرائه بدلاً من لونه. 

وفي الختام اللون الوردي ليس فقط للفتيات لذا يمكننا استبدال مصطلح التسويق الوردي بالتسويق للمرأة أو النساء. وإذا رغبت في النجاح في التسويق للمرأة عليك بإنشاء محتوى يهمها ويجعلها تتفاعل معه.