مهارات التسويق الرقمي و ويب 3.0 والميتافيرس

التسويق في العالم الرقمي الجديد

عندما تعتقد أن لديك إستراتيجيتك التسويقية كاملة، يأتي ترند أو اتجاه أو خوارزمية أو ابتكار جديد، وبالتالي المزيد من التغييرات لمواكبة هذا التغيير! لقد علمتنا السنوات القليلة الماضية أن العالم الرقمي ليس له أي حدود، و مازالت التكنولوجيا في تطور مستمر خاصة بعد جائحة كورونا، و احتياجات وتوقعات المستهلكين مازالت متغيرة وكذلك مستقبل التسويق. إن المستهلكين الرقميين اليوم بشكل رئيسي جيل الألفية وجيل زد يطالبون بالحصول على قيمة من العلامات التجارية في مختلف المجالات و تخصيص المنتجات والخدمات لتناسب كل فرد، ولقراءة المزيد عن جيل زد: كيف تسوق لجيل الجوالات؟ جيل زد Gen Z

من المحتمل أن يتغير التسويق الرقمي بسبب الميتافيرس (Metaverse) و الويب 3.0، ولمساعدتك على الاستعداد لهذا العصر الرقمي الجديد هذه التدوينة توضح لك المزيد من المعلومات عن الميتافيرس والويب الجديد و مهارات التسويق الرقمي التي ستحتاجها للنجاح.

ملخص للويب 3.0 والميتافيرس

قبل الدخول في تفاصيل الويب 3.0 والميتافيرس، هنا شرح مختصر لأول ويب والنسخة الحالية من الويب:

ويب 1.0

تم إطلاق ويب 1.0 (Web 1.0) في أوائل التسعينيات، بالتحديد من عام 1991 إلى 2004 كان الإنترنت عبارة عن صفحات وصور عادية غير متحركة. كانت الصفحات للقراءة فقط، لم يكن هناك تسجيل للدخول أو التفاعل مع المنشورات أو رؤية البيانات أو حتى الربح من الإعلانات. 

كان ويب 1.0 مجرد صفحات مثل ويكيبيديا للقراءة فقط مرتبطة ببعضها. وأصبح هناك تطور مثل الجافا Java والفلاش Flash مما أضافا بعض المميزات. لكن المستخدمين كانوا مثل المستهلكين، فقط كانوا يستخدمون الإنترنت للحصول على المعلومات واستهلاكها. أي أن هذه النسخة من الويب كانت محدودة النطاق لكنها شكلت البنية الأولية للويب 2.0 والتي نعرفها اليوم!

ويب 2.0

خلال السنوات الماضية تطور الإنترنت، وقد بدأ ويب 2.0 (Web 2.0) بعد ويب 1.0 منذ عام 2004 إلى الآن، التغير الكبير هو التفاعل مع الإنترنت مثل حذف الصفحات وإضافة البيانات وحصول المستخدمين على البيانات، وحصول الإنترنت كذلك على البيانات من المستخدمين. مثل تصفح اليويتوب والفيسبوك، تحصل هذه المنصتين على البيانات لخدمة المستخدمين وإظهار المحتوى المناسب لهم مما يزيد من بقاء المستخدمين على تلك المنصات واستخدامها وبالتالي حصولهم على عائد من ذلك. وأيضاً من خلال بيعهم للبيانات المتعلقة حول المستخدمين للمعلنين.

الويب 2.0 هو عصر الإعلانات المستهدفة ومحدودية الخصوصية للمستخدمين. على سبيل المثال عند تصفحك للفيسبوك ستجد المحتوى الذي يظهر لك قد يختلف عن أصدقائك لأن المحتوى مخصص لك وقد يعجبك لأن الفيسبوك تجمع بياناتك مثل الصفحات التي تعجبك وتفاعلك مع المنشورات، وكذلك بيانات لا تعرف بأنك أعطيتهم إياها مثل ذهابك للمطعم بالأمس بسبب بحثك عن قائمة الطعام أو المطعم، وستظهر لك منشورات مخصصة بناء على ذلك، ونفس الشيء مع باقي مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الويب.

ويب 3.0

الويب 3.0 (Web 3.0) هو المرحلة التالية في تطور الإنترنت وهو مفهوم سيغير الطريقة التي نتفاعل بها داخل العالم الرقمي. لا مزيد من احتكار الشركات وسيطرتها على المستهلكين! مع استمرار تطور ويب 3.0، سنرى الأشياء أصبحت أكثر لامركزية، و تشير اللامركزية إلى نقل التحكم وصنع القرار من كيان مركزي (فرد أو منظمة أو مجموعة منها) إلى شبكة موزعة. تسعى الشبكات اللامركزية إلى تقليل مستوى الثقة التي يجب أن يضعها المشاركون في بعضهم البعض، وردع قدرتهم على ممارسة السلطة أو السيطرة على بعضهم البعض بطرق تقلل من وظائف الشبكة.

في هذا المجال الرقمي الجديد الأكثر شمولاً، سيكون لدى المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم الشخصية و سيكونون قادرين على استخدامها كأصل. وبالنسبة للهوية الرقمية فهي غير مطابقة للهوية الواقعية، وهذا يعني بأنك تستطيع تصفح الإنترنت وتحميل الفيديوهات والتسوق دون أن يتتبعك أحد أو يعرف تفاصيلك الشخصية. في ويب 2.0 أنت تعتبر المستهلك أما في ويب 3.0 فأنت المالك!

الميتافيرس Metaverse

الميتافيرس Metaverse هو العالم الذي يحركه الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذي بدأ كمفهوم مستقبلي بعيد المدى إلا أنه بدأ الآن في أن يصبح حقيقة يومية. بشكل أبسط، هو مساحة افتراضية ثلاثية الأبعاد فردية ومشتركة وغامرة حيث يعيش البشر بطرق غير ممكنة في العالم المادي. وتعتبر وسيلة تربط بين التجارب المادية والافتراضية، وستغير من طريقة اتصالنا وتواصلنا والوصول إلى المعلومات كونها بيئة رقمية بالكامل مع الواقع المعزز وتقنيات الواقع الافتراضي. لكن ما الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي؟

الفرق بين الواقع المعزز والافتراضي

تكرر مصطلح الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لقد أصبح من الضروري معرفة هذين المصلحين والفرق بينهما خاصة مع تطور التقنية الذي نعيشه.

الواقع المعزز Augmented Reality

يُعرف الواقع المعزز (AR) اختصارًا لـAugmented Reality، بأنه نسخة محسنة من الواقع تم إنشاؤه باستخدام التكنولوجيا لإضافة معلومات رقمية إلى صورة لشيء ما. تُستخدم تقنية الواقع المعزز في تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من خلال الكاميرا، مما يتيح لك عرض مشهد حقيقي للعالم أمامك، ثم وضع طبقة من المعلومات، بما في ذلك النص و / أو الصور، فوق هذا المشهد. على سبيل المثال لعبة "Pokémon GO".

ومؤخرًا أشرف وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، على توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع شركة سنابشات Snap Inc (Snapchat) لتعزيز الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز في القطاع الثقافي، من خلال البرامج والفعاليات التي تطلقها الوزارة.

الواقع الافتراضي Virtual Reality

يُعرف الواقع الافتراضي (VR) اختصارًا لـVirtual Reality، بأنه استخدام تقنية الكمبيوتر لإنشاء بيئة محاكاة. يقدم مفهوم الواقع الافتراضي واقعًا مختلفًا تمامًا عن الواقع المعروض عليك. قد يكون الواقع الافتراضي مصطنعًا، مثل مشهد متحرك، أو مكان مادي تم تصويره وإدراجه في تطبيق الواقع الافتراضي. 

يُمكّنك الواقع الافتراضي من التحرك والبحث في كل اتجاه لأعلى ولأسفل، جانباً وخلفك، كما لو كنت بجسدك هناك. يمكنك عرض الواقع الافتراضي من جهاز معين مثل Oculus أو Homido أو استخدام هاتفك والتطبيقات. باستخدام تطبيقات الواقع الافتراضي، يمكنك استكشاف الأماكن التي لا يمكنك زيارتها أو التي لم تزرها من قبل، مثل سطح المريخ، وقمة الجبال، أو حتى أعماق البحار! وهنا مثال على الواقع الافتراضي للمتحف الوطني في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية: الجولة الافتراضية للمتحف الوطني

مهارات التسويق الرقمي التي تحتاجها

نظرًا لأننا نمر بتحول نموذجي ضخم يعمل على تحسين الأمان والاتصال والملكية الشخصية لشبكة الويب العالمية، فمن الضروري تغيير وتطوير مهارات التسويق الرقمي لديك لتلبية احتياجات جمهورك المتغيرة باستمرار.

بينما ستحتاج إلى التكيف والتطور لتبقى مؤثرًا وذو صلة، إليك بعض مجالات مهارات التسويق الرقمي الأساسية التي ستساعدك على النجاح في عصر الميتافيرس.

1- استخدام النهج الدلالي في التسويق بالمحتوى

نظرًا لأننا ننتقل إلى عصر تصبح فيه شبكة الويب أقل مركزية ولن تستطيع الشركات احتكار شبكة الويب العالمية، لذا يُعد بناء مهارات التسويق بالمحتوى الخاصة بك أمرًا ضروريًا. بدلاً من تطوير محتوى يستند إلى الكلمات المفتاحية أو عبارات معينة، سيطلب ويب 3.0 من العلامات التجارية والمسوقين اتباع نهج دلالي في جهود إنشاء المحتوى الخاصة بهم. لقد ولت أيام حشو الكلمات في خانة البحث في محركات البحث للحصول على نتائج. أصبحت الأولوية للنتائج التي تحتوي على سياق البحث بدلاً من مطابقة كلمات البحث تمامًا.

ويعني النهج الدلالي أو الترميز الدلالي أن تقوم بتطوير محتوى يستند إلى موضوع كامل مع التفاصيل، ويضيف الموضوع المستهدف قيمة تتطابق تمامًا مع هدف بحث المستخدم. فيما يلي بعض النصائح لاستخدام النهج الدلالي في التسويق بالمحتوى:
- ركز على الموضوعات وليس الكلمات المفتاحية فقط
- أجب عن الأسئلة الشائعة أو العملية المتعلقة بموضوعك
- ضع في اعتبارك بالضبط سبب بحث شخص ما عن هذا الموضوع

طور مهاراتك في التسويق بالمحتوى لضمان التفاعل الحقيقي مع محتواك و تحسين ترتيبك في محركات البحث في عصر الميتافيرس. بالإضافة إلى ذلك، في هذا العالم الجديد تعتقد فوربس (Forbes) أن المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UCG) سيصبح له قيمة أكبر، حيث سيتم تحفيز الأشخاص من خلال الرموز أو العملات الافتراضية على إنشاء المحتوى، مما يمنحهم ملكية المحتوى الخاص بهم بالإضافة إلى حصة في النشر أو المنصة. على هذا النحو، من المرجح أن تؤدي الاستفادة من المحتوى الي ينشئه المستخدم إلى بناء ثقة وسلطة ووعي أكبر في ويب 3.0.

2- تقديم تجربة مستخدم متقدمة (UX)

تأكد من تقديم تجربة مستخدم مناسبة وسهلة وخالية من الصعوبات فذلك أمر مهم للمستخدمين. يجب أن تكون مواقع الويب أو المتاجر عبر الإنترنت في المستقبل تفاعلية بنسبة 100٪ وسهلة الاستخدام وحتى ثلاثية الأبعاد (3D) لمناسبتها في الميتافيرس. ويُعد تطوير مهارات التواصل و تصميم تجربة المستخدم أمرًا ضروريًا لتلبية الاحتياجات أو التوقعات الجديدة للمستهلكين.

3- تقنيات التسويق الغامرة

بناءً على النقطة السابقة، مع انتقالنا إلى مساحة تفاعلية وغامرة أكثر، سيصبح الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) مهمان وأكثر استخدامًا لتقديم تجربة مستخدم قيمة. من الضروري في ويب 3.0 والميتافيرس التعامل مع تقنيات وأدوات ومنصات التسويق الغامرة أي الخاصة بالواقع الافتراضي والمعزز. و يتوقع المستخدمون تجربة ثلاثية الأبعاد تسد الفجوة بين العالم المادي والعالم الرقمي.

أمثلة عل تقنيات التسويق الغامرة

منصات الألعاب المعروفة التي تعمل حاليًا في هذا المجال هي ماينكرافت (Minecraft) و روبلوكس (Roblox) و بوكيمون (Pokemon) و فورتنايت (Fortnite)، والعديد منها وهي معروفة لجيل ألفا الذي يلي جيل زد. كقناة رقمية، لا تزال الميتافيرس في مهدها التسويقي، لكن الحملات الأخيرة شهدت أن العلامات التجارية في مختلف المجالات تتبنى الإعلان بأسلوب العالم الرقمي الجديد. وهنا بعض الأمثلة على ذلك:

تعاون Ralph Lauren مع Zepto

تعاون رالف لورين مع منصة محاكاة الصور الرمزية للشبكات الاجتماعية Zepeto، لتحريك صناعة البيع بالتجزئة في اتجاه رقمي بشكل متعمق. أنشأت العلامة التجارية مجموعة ملابس حصريًا مع Zepeto، مما يسمح للمستخدمين بأخذ عينات من العناصر باستخدام الصور الرمزية الرقمية الخاصة بهم والتفاعل مع مشترياتهم المحتملة قبل اتخاذ القرار. لقد تم تصميم العالم الرقمي ليحاكي قلب مدينة نيويورك في أمريكا. لمشاهدة الفيديو الخاص بالحملة: RALPH LAUREN | Introducing Ralph Lauren x ZEPETO

تعاون Roblox و Gucci

Gucci Garden تمت استضافتها على لعبة روبلكس (Roblox)، كان هدفها زيادة الوعي بالعلامة التجارية بين المستهلكين الشباب. و سيصبح هذا النوع من الابتكار وهذه الأنواع من الشراكات أمرًا شائعًا في عالم الغد وكمسوق سيصبح من واجبك المساعدة في تحويلها إلى حقيقة. وكذلك مثل المثال السابق لرالف لورين مع منصة الأفاتار، تعاونت غوتشي مع Zepeto لإضفاء سمة شخصية على شخصيات الأفاتار: ZEPETO X GUCCI.

خلاصة التدوينة

لقد بدأ عصر جديد، لكن لا داعي للخوف منه. من خلال الاستعداد الصحيح وتطوير مهاراتك في التسويق الرقمي، يمكنك تحويل التغيير إلى فرصة! ومن المهارات اللازم تطويرها لمواكبة العالم الرقمي الجديد هي كتابة المحتوى باستخدام النهج الدلالي، وتقديم تجربة مستخدم متقدمة، واستخدام تقنيات التسويق الغامرة و معرفة الفرق بين الواقع المعزز والافتراضي واستخدامهما في التسويق.