مطعم ناندوز الشهير بوصفة دجاج البيري بيري

من البرتغال والموزمبيق قصة مطعم ناندوز

هل ذهبت لمطعم وأعجبك لدرجة تفكيرك في شرائه؟ هذه قصة بداية مطعم ناندوز Nando's وما الذي يميزه عن باقي المطاعم. في عام 1987م اقترح فرناندو على صديقه روبرت الذهاب لمطعم Chickenland وقد أخبر فرناندو صديقه روبرت بأنه سيتذوق ألذ الدجاج في هذا المطعم الذي كان في مبنى من الخشب في أضاحي مدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا. و اشتهر المطعم بوصفة دجاج البيري بيري، هذه الوصفة أصلها من البرتغال والموزمبيق قبل وصولها لجنوب أفريقيا.

في القرن الـ15 أجرى البرتغاليين رحلة استكشافية حول أفريقيا للبحث عن الذهب والفلفل الأسود، واستعمرت البرتغال عدة دول في جنوب أفريقيا من ضمنها الموزمبيق والتي تم اكتشاف البيلي بيلي فيها، والمعروف الآن بالبيري بيري وهي صلصة أفريقية حارة والسكان يحبون إضافتها بشكل يومي في معظم وصفاتهم. في عام 1886م تم اكتشاف الذهب في مدينة وتوترسراند في جنوب أفريقيا والكثير من الموزمبيقيين الذين ترجع أصولهم للبرتغال ذهبوا للبحث عن الذهب فانتشروا في المناطق القريبة من وتوترسراند، وتأسست مدينة جوهانسبرج والتي تشتهر وتُعرف باسم مدينة الذهب، وتعتبر أكثر مدينة في جنوب أفريقيا. وعند رحيلهم أخذوا معهم وصفاتهم وبدأوا في افتتاح المطاعم والمحلات وبدأ مجتمع الأفريقيين البرتغاليين بالنمو. ومن ضمن المطاعم التي افتتحت، المطعم الذي تم ذكره في البداية مطعم Chickenland والذي اتفق الصديقان فرناندو و روبرت على الذهاب إليه وتجربته في عام 1987م. وكانت الوجبة شهية لدرجة تفكيرهما في شراء المطعم و وصفة دجاج البيري بيري التي أعجبتهما. و غيرا اسم المطعم لفرناندو بسبب اكتشافه للمطعم، ولكن الاسم كان كطررًا فقد تم الحصول عليه من قبل مطعم آخر. فقررا تغييره لناندوز Nando's اختصارًا لفرناندو. 

من ناحية تسويقية، العلامة التجارية الممتازة هي التي تبدأ بمنتج أو خدمة ممتازة، فما الذي يميز ناندوز Nando's عن باقي المطاعم؟ قررا المؤسسين دمج تأثير البرتغال وجنوب أفريقيا، ففي الشعار تم اختيار الديك بارسيلوس وهو قصة تراثية في البرتغال عن رجل كان متهمًا بارتكابه جريمة وفي وقت إعدامه صاح الديك الميت الذي كان موجودًا على طاولة الطعام ليثبت براءة الرجل الذي كان يدعو أن يصيح الديك من أجله. وتوجد أقوال مختلفة عن هذه القصة ولكن الديك يعتبر رمز مرتبط بالثقافة البرتغالية، و بالنسبة للديكور فهو عبارة عن أعمال فنية لفنانين من جنوب افريقيا. وأما بالنسبة لقائمة الأغاني التي تُشغل في المطعم فهي أغانٍ أفريقية لاتينية. إن دمج فرناندو وروبرت للثقافة البرتغالية والأفريقية أضفى طابعًا مميزاً للمطعم والشعور بتجربة ثقافية مختلفة للعملاء. ومما يميز المطعم أيضًا هو الأطباق الجانبية المتنوعة والصلصات المختلفة بدرجات حرارة تناسب الجميع، و التنوع الكبير في الأطباق بجانب الدجاج ميزة خاصةً للأشخاص الانتقائيين في اختيارهم للطعام.

لقد مر مطعم ناندوز Nando's ببعض الصعوبات قبل انتشاره، ففي بداية شراء المطعم لم يكن لدى فرناندو أو روبرت الخبرة بالمطاعم وإدارتها ولم يكن لديهم ميزانية. وعندما بدأوا في الحملات الإعلانية تلقوا عليها المدح والانتقاد وذلك بسبب عدم خوفهم من الإعلان عن مواضيع حساسة مثل العرق والسياسة و الدين، وتم حظر بعض إعلاناتهم مثل إعلان فوبيا الخوف من الأجانب من البلدان الأخرى، في هذا الإعلان كان يتم عرض عدة جنسيات من بلدان مختلفة وتختفي في كل مرة يتم عرضها، إلى أن بقي شخص واحد من جنوب أفريقيا وفي نهاية المقطع تم عرض وصفة جديدة للدجاج. كانت رسالة الإعلان هي الترحيب بالإختلافات ولكن تم حظره بسبب أن الأجانب وقتها كانوا يتعرضون للهجوم في جنوب أفريقيا فكانت هناك شكوك حول أن يُفسر الإعلان بطريقة خاطئة خاصة في هذا الوقت لذا تم حظره من العرض. ولكن المدح و النقد كانا أحد الأسباب في انتشار مطعم ناندوز Nando's و حصوله على اهتمام الناس بسبب عدم الخوف من مناقشة هذه المواضيع. ومثل البرتغاليين الأصليين الذين استوطنوا الموزمبيق، مطعم ناندوز Nando's سافر لأكثر من 35 دولة حول العالم واستقر فيها وصار من المطاعم المعروفة، و حتى تم دعمه من قبل المشاهير مثل اديل واد شيرين وبيونسيه وسبب ضجة كبيرة في بريطانيا، لكن لم في بريطانيا؟ بجانب المشاهير الذين دعموا المطعم كان ناندوز Nando's في بريطانيا في كل مكان، بجانب السينما والمحلات المعروفة، وتم التوسع والانتشار بشكل كبير. فهذه تعتبر ميزة أيضًا وهي اختيارهم لأماكن استراتيجية للبقاء بالقرب من العملاء.