ما الذي تغير في سلوك المستهلك بسبب كورونا؟

لقد أثر الوباء على جميع جوانب حياتنا تقريبًا. كانت بعض التطورات مفاجئة وغير إرادية ، مثل التباعد الاجتماعي ، وارتداء الكمامات، والقيود المفروضة على السفر، والبقاء في المنزل، وما إلى ذلك مما أثر على الجميع حول العالم وغير من عاداتهم وسلوكهم في الشراء.


وهناك أربعة نقاط مهمة حول سلوك المستهلك هذا العام والتي يجب فهمها و اعتبارها من أجل بقاء علامتك التجارية ونموها:


أولًا: بسبب تأثير كورونا، سوف يدعم المستهلكون الأعمال الهادفة و الثقة في الشركات التي تشارك في مساعدة المجتمع المحلي والبيئة والاقتصاد. بنسبه 56% من المستهلكين كانوا سعداء بسماع كيف أن العلامات التجارية تساعد في الاستجابة لفيروس كورونا وذلك وفقًا لدراسة أجرتها الرابطة الأمريكية لوكالات الإعلان في العام الماضي. فعلى سبيل المثال في مجال التعليم قامت الشركات بدعم أولياء الأمور والمدرسين والمدارس أثناء التحول إلى التعلم الرقمي ومن تلك الشركات، شركة Logitech التي تبرعت للمعلمين بكاميرات الويب والسماعات للتدريس عبر الإنترنت. و أيضًا Zoom البرنامج الذي يستخدمه معظمنا هذه الفترة ساعد المدارس برفع مدة الاجتماعات لتصبح بلا حدود مجانًا. حيث أن الوقت المسموح لمدة الاجتماعات في الخطة المجانية هي 40 دقيقة.

وبسبب هذه الأزمة الأبطال بالتأكيد هم كل من يعمل في الرعاية الصحية، لذا ساعدت الشركات هؤلاء الأبطال في توفير المأوى والطعام المجاني والنقل والأقنعة والكثير من العروض. على سبيل المثال شركة Allbirds تمكنت من توفير 50 ألف زوجًا من الأحذية لمتخصصي الرعاية الصحية في العام الماضي. وساهمت شركة ستاربكس وكرسبي كريم في اعطاء القهوة والدونات لكل من يعمل في القطاع الصحي. و بالنسبة لمساعدة الشركات الناشئة في أزمة كورونا أطلقت شركة فيسبوك العام الماضي برنامجًا لمنح 100 مليون دولار لـ 30،000 شركة في 30 دولة حول العالم. من الملهم أن نرى الطرق العديدة التي تقدم بها الشركات ما في وسعها للمحتاجين، والاستفادة من مواردها الحالية لإحداث فرق وتأثير في حياتهم. لذلك سيستمر المستهلكون في عام 2021 من دعم الشركات التي لها أعمال هادفة تفيد المجتمع. 


ثانيًا: سوف يفضل المستهلك التفاعل العاطفي معه في عام 2021، أي أن المستهلكين يتوقعون أن يتم الاستماع إليهم وفهمهم وتقديم تجربة شخصية أكثر من أي وقت مضى. قد لاحظنا ازدياد الردود الآلية عند الاتصال الهاتفي أو الكتابي على المتاجر الالكترونية وحل المشاكل دون تواصل بشري، إلا أنه لا يمكن الاعتماد على ذلك دائمًا فالعميل يُفضل أن يتم التفاعل معه بشكل مباشر والتعاطف معه، والرد الآلي قد لا يوفر ذلك. مع وجود الذكاء الاصطناعي تعمل الشركات على تحسين التكنولوجيا للتنبؤ بالمنتجات أو الخدمات التي تتوافق مع اهتمامات العملاء واحتياجاتهم والتوصية بها بناءً على أنشطتهم وذلك من استراتيجياتهم في التسويق. حيث أن هناك دراسة في عام 2020 لشركة Salesforce ذكرت فيها ازدياد اعتماد المسوقين على الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتهم بنسبة 186% منذ عام 2018. إذًا المستهلك يرغب في شخص يستمع إليه ويفهم بالتحديد مشكلته ويتعاطف معه ويقدم له التوصيات والاقتراحات المناسبه له. 


ثالثًا: تأثير "البقاء في المنزل" سيستمر بالتأكيد في عام 2021 ، مما يعني أن المعاملات الرقمية ورحلات الشراء عبر الإنترنت سيكون لها دور في سلوك المستهلكين. كما أن عدد المستهلكين الذين يفضلون التجربة الرقمية قد ارتفع بشكل كبير في عام 2020  نتيجة الوباء، وأصبح هناك وعي بالتطورات التكنولوجية و الخدمات المصرفية والتسوق عبر الإنترنت. لذلك من المهم التركيز في تحسين تجربة العميل على موقعك أو متجرك الإلكتروني. فعلى سبيل المثال ومثل عدم وجود أجوبة او معلومات وصور كافية عن المنتجات. و إذا كانت سرعة تحميل الموقع بطيئة فإن أغلب الزوار سيغادرون الموقع ولن يعودوا إليه مرة أخرى. هكذا ستخسر الكثير من العملاء، لذا احرص على أن يكون موقعك سريع التحميل ومن السهل تصفحه على الجوال وسطح المكتب والتحسين المستمر لموقعك.


رابعاً: سوف يركز المستهلكون على جودة المنتجات في عام 2021، لقد أثر الوباء بشكل كبير على الوضع المالي للعديد من المستهلكين ، مما أجبرهم على أن يكونوا أكثر وعياً بالأسعار واقتصاديين عند شراء المنتجات أو الخدمات. وفي دراسة لشركة اكسشر العام الماضي كان المستهلكون خائفين من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا بنسبة 88% بينما بنسبة 64% خائفين على صحتهم. أي أن معظم المستهلكين كانوا خائفين من التأثير الاقتصادي أكثر من خوفهم على صحتهم. و كانت هناك عدة صناعات او منتجات تأثرت بسبب الوباء إما بشكل إيجابي أو سلبي، فقد ارتفع الطلب على منتجات النظافة الشخصية وادوات التنظيف والاحتياجات الأساسية، في حين تراجعت الفئات غير الأساسية على سبيل المثال مستحضرات التجميل، فوفقًا لشركة كانتار للأبحاث في العام الماضي، تراجعت مبيعات أمازون لمنتجات الشفاه بنسبة 15%، و على الأرجح بسبب ارتداء الكمامات نمت مبيعات مكياج العيون بنسبة 204%. وبما أن عمليات الشراء العام الماضي كانت تتمحور حول الاحتياجات الأساسية والاقتصاد في الانفاق، على الأرجح سيستمر هذا السلوك في عام 2021 والذي يؤدي بالتأكيد إلى الاتجاه للاستدامة، مما يعني أن المستهلكين سيسثمروا ويشتروا المنتجات التي جودتها أفضل و تدوم لفترة أطول من أجل توفير المال على المدى الطويل. 


وفي الختام، بسبب تأثير الوباء يجب معرفة ودراسة اتجاهات المستهلكين لبقاء ونمو علامتك التجارية، و لتلخيص النقاط الأربعة التي تم ذكرها، سوف يركز المستهلكون في عام 2021 على الأعمال الهادفة التي تفيد المجتمع المحلي والبيئة والاقتصاد. والحصول على التعاطف من الشركات والاستماع لهم، والاستمتاع بالتجربة الرقمية في المعاملات والشراء، والاستثمار في منتجات ذات جودة عالية لبقائها لفترة أطول وتوفير المال.


اكتبوا في التعليقات رأيكم في الحلقة و ما الذي تتوقعونه أيضًا من تغيير على سلوك المستهلك لهذا العام؟