يوم مهرجان الفانوس الصيني

مهرجان الفانوس (Lantern Festival) هو مهرجان تقليدي صيني يتغير كل عام وفقًا للتقويم القمري. عادة ما يقع في شهر فبراير، ويقام هذا العام (2024) في الرابع والعشرين من فبراير. يمثل هذا المهرجان اليوم الأخير من احتفالات رأس السنة الصينية التقليدية. يعود تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة إلى عهد أسرة هان الغربية، حيث كان يُحتفل به كمهرجان ذو أهمية كبيرة. خلال مهرجان الفانوس في العصور القديمة، كانت المصابيح بسيطة إلى حد ما. وكان فقط الإمبراطور والنبلاء الكبار هم من يمتلكون المصابيح الكبيرة الأنيقة. أما في العصر الحديث، فقد تم تطوير المصابيح وأصبحت تتميز بتصميمات معقدة ومتنوعة. حتى أن بعض المصابيح حاليًا تُصنع غالبًا على شكل حيوانات. وفي هذه التدوينة ستتعرف على تاريخ مهرجان الفانوس.

تاريخ مهرجان الفانوس

مهرجان الفانوس، المعروف أيضًا باسم مهرجان يوان شياو، هو احتفال تقليدي يقام في اليوم الخامس عشر من الشهر الأول من التقويم القمري. يرمز المهرجان إلى نهاية احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة ويشجع على السلام والمصالحة والغفران. يتميز الاحتفال بعروض الفوانيس المبهرة والرقصات التقليدية والتجمعات العائلية وتناول طعام خاص، ويتميز بتاريخ ثري يعودُ لأكثر من 2000 عام. إليك لمحة عن أصوله وتطوره:

البدايات المبكرة:

سلالة هان (206 قبل الميلاد - 220 بعد الميلاد): يعتقد البعض أن جذور المهرجان تكمن في طقوس لتكريم "تاي يي"، إله السماء. وقد تبنى الرهبان البوذيون لاحقًا تقليد إضاءة الفوانيس لتكريم بوذا في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول. وشجع الإمبراطور مينغ من سلالة هان رسميًا هذه الممارسة، ما يمثل أصل المهرجان المحتمل.

سلالة تانغ (618 - 907 بعد الميلاد): اكتسب المهرجان أهميةً أكبر خلال هذه الحقبة. وأصبحت الفوانيس أكثر تعقيدًا، ما يعكس التقدم في الحرفية والفن. واتسعت أنشطة الاحتفال إلى ثلاثة أيام، حيث رفع الإمبراطور حظر التجول لزيادة استمتاع العامة.

التطور والتحولات:

سلالة سونغ (960 - 1279 بعد الميلاد): امتدت الاحتفالات إلى خمسة أيام، وتضمنت عروض فوانيس رائعة في المدن الكبرى. وأصبحت ألغاز الفوانيس شائعة مما أضاف عنصرًا فكريًا إلى الاحتفالات.

سلالة مينغ (1368 - 1644 بعد الميلاد): قدم الإمبراطور تشو يوان تشانغ الفوانيس العائمة على نهر تشين هواي، ما خلق مشهدًا خلابًا. كان الإمبراطور مينغ داعمًا للبوذية، وعندما لاحظ كيف اعتاد الرهبان البوذيون على إضاءة الفوانيس في المعابد في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول، أصدر مرسومًا بأن تضيء جميع المنازل والمعابد والقصر الإمبراطوري الفوانيس في تلك الليلة. ومنذ ذلك الحين، تطور إضاءة الفوانيس إلى عادة شعبية. المصابيح السماوية، والمعروفة أيضًا بفوانيس كونغ مينغ، نشأت في آسيا. ويُعتقد أن أول استخدام لها يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد في الصين، حيث استُخدمت كوسيلة لإرسال إشارات بين القوات. يُنسب اختراعها إلى الاستراتيجي العسكري الصيني، تشوغه ليانغ، المعروف أيضًا باسم كونغ مينغ.

سلالة تشينغ (1644 - 1912 بعد الميلاد): ظل المهرجان شائعًا، حيث دمج الأنشطة التقليدية والاختلافات الإقليمية.

العصر الحديث:

الوقت الحاضر: يُحتفل بعيد الفوانيس في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول، وله أهمية ثقافية كبيرة في الصين والمجتمعات الآسيوية المختلفة في جميع أنحاء العالم. واليوم، يتميز المهرجان بما يلي:

- عروض مبهرة للفوانيس بأشكال وأحجام وتصميمات متنوعة.

- عروض ثقافية تقليدية مثل رقصات الأسد ورقصات التنين.

- التجمعات العائلية والمناسبات.

- الاستمتاع بكرات الأرز اللزجة التي ترمز إلى وحدة الأسرة.

- ألغاز الفوانيس التي تقدم تحديات مرحة.

ويرمز مهرجان الفانوس للتالي:

- نهاية احتفالات عيد الربيع، وتمنّي الحظ السعيد والازدهار والسعادة في العام المقبل.

- لقاءات عائلية وتعزيز الروابط الاجتماعية.

- استمرار التقاليد الثقافية والتراث.

للمجتمع الصيني، ترمز الفوانيس إلى العديد من المعاني الإيجابية:

الحيوية: يمثل ضوء الفوانيس سطوعًا ونشاطًا يضفيان الحياة على الأماكن والاحتفالات.

الحظ السعيد: يعتقد الصينيون أن الفوانيس تجلب الحظ والازدهار والتوفيق في كافة مجالات الحياة.

المكانة الاجتماعية: في الماضي، كانت الفوانيس الكبيرة والمزخرفة من العلامات المميزة للبيوت الثرية والأسر ذات المكانة الاجتماعية العالية.

ملخص مهرجان الفانوس

يعزز مهرجان الفوانيس المصالحة والسلام والغفران والحب. ويتم الاحتفال به في الصين كل عام وفقًا للتقويم القمري. إنه يوم تقليدي في الصين متوارث، وله أهمية ثقافية كبيرة في الصين والمجتمعات الآسيوية المختلفة في جميع أنحاء العالم. ويرمز مهرجان الفانوس للحظ السعيد والازدهار والسعادة. اقرأ المزيد عن الأيام العالمية